هل وضع التصفح الخفي امن؟

استخدام وضع التصفح الخفي: حقائق وتحذيرات

غالبًا ما يُفضل الكثيرون استخدام وضع التصفح الخفي “Incognito mode” أثناء تصفح الإنترنت لعدة أسباب، منها عدم الرغبة في حفظ سجل التصفح وملفات تعريف الارتباط، وكذلك تجنب تسجيل بيانات مواقع الويب ومعلومات ملء النماذج مثل كلمات المرور.

ومع ذلك، يبقى الكثيرون في جهل بما يفعله وضع التصفح الخفي في متصفح جوجل كروم ببيانات التصفح الخاصة بهم وما إذا كان يمنحهم خصوصية حقيقية.

تُواجه شركة جوجل حاليًا دعوى قضائية جماعية في الولايات المتحدة بقيمة 5 مليارات دولار بسبب اتهامات بخداع المستخدمين وجمع معلومات سرية خلال استخدام وضع التصفح الخفي.

تشير تقارير أيضًا إلى أن شركة شاومي قد قامت بجمع بيانات التصفح حتى في وضع التصفح الخفي، لكنها أضافت ميزة جديدة لتعطيل جمع البيانات في واجهة MIUI 12 الجديدة.

بغض النظر عن القضايا القانونية والتطورات التكنولوجية، يجب على المستخدمين فهم ما يقوم به وضع التصفح الخفي في جوجل كروم وما إذا كان يحمي بياناتهم بشكل فعّال.

ما هو وضع التصفح الخفي؟

يعمل وضع التصفح الخفي على جوجل كروم على منع حفظ سجل التصفح في الجهاز وحساب جوجل الشخصي. يشمل ذلك عمليات البحث، والمواقع المُزارة، وملفات تعريف الارتباط، دون حفظ التنزيلات والإشارات المرجعية. وبالتالي، فإن أي شخص آخر لن يتمكن من رؤية أنشطتك أثناء استخدام وضع التصفح الخفي.

وتُطبق هذه القيود على أوضاع التصفح الخاصة في المتصفحات الأخرى مثل Firefox وEdge. ومع ذلك، يجب على المستخدمين أن يكونوا على علم أن هذه الأوضاع لا تجعل نشاطهم على الويب غير معروف تمامًا، ولا تحمي معلوماتهم الشخصية أثناء تسجيل الدخول إلى مواقع الويب.

هل يحمي وضع التصفح الخفي بياناتك؟

نظرًا لأن وضع التصفح الخفي غالبًا ما يعطل الإضافات المثبتة في المتصفح، فإن مواقع الويب والشركات قد تتمكن بسهولة من تتبع بيانات معينة أثناء استخدام هذا الوضع. وإذا قمت بتسجيل الدخول إلى موقع معين أثناء استخدام وضع التصفح الخفي، فإن هذا الموقع قادر على رؤية أنشطتك وجميع أنشطة حسابك حتى بعد إغلاق علامة التبويب.

بموجب ذلك، يجب على المستخدمين أخذ الحيطة والحذر أثناء استخدام وضع التصفح الخفي والتفكير في الخيارات الأخرى المتاحة للحفاظ على خصوصيتهم على الإنترنت.

متى يمكنك استخدام وضع التصفح المتخفي في Google Chrome؟

إذا كنت تسعى لإخفاء سجل التصفح الخاص بك من الأشخاص الذين يستخدمون نفس الأجهزة أو نفس حساب Google الذي تستخدمه، يُفضل استخدام وضع التصفح المتخفي.

ومع ذلك، إذا كنت ترغب في حماية نشاطك على الويب وعنوان IP الخاص بك، والحفاظ على بياناتك بعيدة عن الشركات والمعلنين، فستحتاج إلى اتخاذ المزيد من الخطوات، مثل:

استخدام خدمة شبكة افتراضية خاصة (VPN)، ويُفضل استخدام خدمات VPN الموثوقة والمدفوعة لضمان الحماية. يمكنك الاطلاع على 5 خدمات VPN لتعزيز الخصوصية وحماية البيانات.

تفعيل خدمة DNS over HTTPS لتشفير نشاطك على الويب وجعله أكثر أمانًا، مما يصعب على الغرباء رؤية المواقع التي تزورها.

استخدام متصفح Tor الذي يعمل على تشفير نشاطك عبر الويب، ويقوم بتوجيه تصفحك عبر خوادم مختلفة حول العالم، مما يجعل من الصعب تتبع نشاطك.

ومع أن وضع التصفح المتخفي يُعتبر خاصية في Google Chrome، إلا أنه لا يوفر حماية شاملة. يُفضل فهم الخرافات الشائعة حول فعالية هذا الوضع واتخاذ تدابير إضافية لتحسين حماية بياناتك وخصوصيتك.

بعد القول بهذا، دعونا الآن نكشف عن تلك الأساطير الخطيرة المخفية التي تكمن هنا؟

عند تسجيل الدخول إلى حساب المستخدم، لن يتم حفظ استعلامات البحث في وضع التصفح المتخفي.

الحقيقة: يشبه هذا تمامًا مسح سجل المكالمات من هاتفك الخلوي، اعتقادًا أن مزود الخدمة لن يستطيع رؤية المكالمات الحالية. ولكن هذا غير صحيح، فجوجل لا تزال تحتفظ بستعلامات البحث الخاصة بك في وضع التصفح المتخفي وترتبط بعنوان IP الخاص بك.

وبالإضافة إلى ذلك، تسجيل الدخول إلى حساب جوجل الخاص بك في وضع التصفح المتخفي هو نفسه كتسجيل الدخول في الوضع العادي. ستظل جوجل تسجيل سجل البحث الخاص بك وتفاعلاتك مع خدماتها (مثل مقاطع الفيديو على يوتيوب التي تشاهدها، وما إلى ذلك).

لن يتمكن مزودو خدمة الإنترنت (ISPs) والحكومة وأصحاب العمل من تتبعك في وضع التصفح المتخفي.

الحقيقة: هذا بالطبع هو هراء.

عندما تريد زيارة موقع ويب، تكتب اسم المجال في متصفحك، ويُرسل جهازك، باستخدام عنوان IP العام الخاص بك، طلبًا إلى خادم يستضيف الموقع. يمر هذا الطلب عبر العديد من الخوادم والمحولات والمحاور الأخرى.

هنا، يتم التعامل مع طلبك من قبل العديد من الأطراف المختلفة الذين يمكنهم عرضه بسهولة. لا يمكن لوضع التصفح المتخفي أن يفعل أي شيء حيال ذلك. نتيجة لذلك، يمكن لمزود خدمة الإنترنت معرفة ما كنت تبحث عنه على الرغم من الدخول في وضع التخفي.

إذا كان مزود خدمة الإنترنت الخاص بك يمكنه رؤية نشاطك، فيمكن للحكومة أن تتعقبك بسهولة أيضًا. إذا قمت بتسجيل الدخول إلى شبكة Wi-Fi الخاصة بشركتك أو مدرستك، فإن صاحب العمل أو المدرسة لا يزال بإمكانهم عرض نشاط التصفح الخاص بك. أيضًا، إذا كنت على موقع غير آمن، فلن يمنع وضع التصفح المتخفي المستخدمين الآخرين على شبكتك من تتبعك أيضًا.

توفير نافذة التصفح المتخفي مزيدًا من الحماية ضد الفيروسات والبرامج الضارة.

الحقيقة: يعتقد الناس أن وضع التخفي يحميهم من الفيروسات والبرامج الضارة. لكن هذا غير صحيح. يمكن للبرامج الضارة أن تلحق الضرر بك بغض النظر عن وضع التصفح الخاص بك. على سبيل المثال، إذا قمت بتنزيل مرفق من رسالة بريد إلكتروني للتصيد الاحتيالي أثناء وجودك في وضع التصفح المتخفي، فإن هذا الفيروس لا يزال قادرًا على تثبيت نفسه على جهاز الكمبيوتر الخاص بك.

بديل: لحماية نفسك من الفيروسات والبرامج الضارة، عليك أن تكون متيقظًا أثناء تصفح جوجل أو استخدام Gmail. لا تنقر أبدًا على أي شيء إلا إذا كنت تعرف ما هو. ثانيًا، تحتاج إلى برنامج مكافحة الفيروسات لحمايتك في حال تعرضك للهجوم فعليًا، ولا تنس إجراء فحوصات منتظمة.

لن تتمكن مواقع الويب التي تمت زيارتها في وضع التصفح المتخفي من عرض عنوان IP الخاص بك.

الحقيقة: هذا ليس صحيحًا بنسبة 100٪. جرب هذه التجربة البسيطة بنفسك، قم بزيارة العثور على عنوان IP الخاص بي في الوضع القياسي ثم مرة أخرى في وضع التصفح المتخفي، سيتم تعقب عنوان IP الخاص بك في كلتا الحالتين.

يمنع وضع التصفح المتخفي مواقع الويب من تقدير موقعك الجغرافي.

الحقيقة: هذا يتوافق تمامًا مع المفاهيم الخاطئة السابقة ومرة أخرى، غير صحيح تمامًا. تمامًا مثل مواقع الويب التي يمكنها الوصول إلى عنوان IP الخاص بك، يمكنهم بسهولة عرض موقعك الجغرافي.

لن تتمكن الإعلانات من تتبعك في وضع التصفح المتخفي.

الحقيقة: أثناء جلسة التصفح المتخفي، يتم حفظ ملفات تعريف الارتباط في مجلد مؤقت، ثم يتم حذفها بعد انتهاء الجلسة.

ومع ذلك، عند تصفح Facebook و Google في نفس الجلسة، يشترك كلاهما في مجلد ملفات تعريف الارتباط نفسه الذي يساعد في إرسال إعلانات مخصصة للمستخدمين. هذا يعني بالطبع أن وضع التصفح المتخفي لا يفعل شيئًا لحمايتك من تلك الإعلانات.

بديل: يمكنك محاولة استخدام أداة حظر الإعلانات أو أداة إزالة البرامج الإعلانية.

7- يمنع وضع التصفح المتخفي Google من معرفة عمليات البحث التي تجريها.

الحقيقة: لقد خمنت ذلك، ليس صحيحًا. لقد أثبتنا بالفعل أن Google يمكنها تتبع وتسجيل جميع طلبات البحث المرتبطة بعنوان IP الخاص بك (حتى عندما تتصفح في وضع التصفح المتخفي). بينما أنكرت Google أنها تتعقب المستخدمين في وضع التصفح المتخفي، فإن هذا لا يعني أنها لا تستطيع ذلك.

8 – كلمات المرور وأرقام بطاقات الائتمان والمعلومات الشخصية آمنة في وضع التصفح المتخفي.

الحقيقة: نظرًا لأن التصفح المتخفي لا يمنع مواقع الويب من تتبعك، فإنه لا يحميك أيضًا من الأشخاص الذين يرغبون في سرقة البيانات التي ترسلها وتتلقاها على الويب. وبالتالي، فإن استخدام وضع التصفح المتخفي للخدمات المصرفية عبر الإنترنت والتسوق وما إلى ذلك ليس في الواقع أكثر أمانًا من استخدام الوضع القياسي.

الإشارات المحفوظة في الوضع الخاص لن تظهر في الوضع القياسي.

الحقيقة: خذها كقاعدة؛ سيتم أيضًا حفظ أي تغييرات تم إجراؤها على الإشارات المرجعية والإعدادات العامة في وضع التصفح المتخفي في الوضع القياسي.

تسجيل الدخول من وضع التصفح المتخفي يجعل الأمر يبدو كما لو أنني غير متصل في Gmail.

الحقيقة: هذا ليس صحيحًا على الإطلاق. في الواقع، لا يمكنك استخدام Gmail في وضع عدم الاتصال في وضع التصفح المتخفي.